فرض الحبيب دلاله وتمنعا










فرض الحبيب دلاله .... وتمنعا



فَـرَضَ الـحَبيبُ دَلالَـهُ وتَمَنَّعا -- وأبـى بِـغَيرِ عـذابِنا أنْ يَقْنَعا

مـا حِـيلَتي وأنا المُكَبَّلُ بالهَوى -- نـادَيْـتُهُ فـأصَـرَّ ألاّ يَـسْـمَعا

وعَـجِبْتُ مِـن قَـلبي يَرِقُّ لظالِمٍ -- ويُـطيقُ رَغـمَ إبائِهِ أن يَخْضَعا

فـأجابَ قـلبي لا تَلُمْني فالهَوى -- قَـدَرٌ ولـيسَ بـأمْرِنا أن يُـرْفَعا

والـظُّلْمُ في شَرْعِ الحَبيبِ عَدالَةٌ -- مـهما جَـفا كنتُ المُحِبَّ المولَعا

ولـقّدْ طَـرِبْتُ لِـصَوتِهِ ودَلالِـهِ -- واحْـتَلَّتِ الـلفَتاتُ منّي الأَضْلُعا

الـبدرُ مِـن وَجْهِ الحَبيبِ ضِياؤُهُ -- والـعِطْرُ مِن وَرْدِ الخُدودِ تَـضَوَّعا

والـفَجْرُ يَـبْزُغُ مِـن بهاءِ جَبينِهِ -- والشّمسُ ذابَتْ في العيونِ لِتَسْطَعا

يـا رَبُّ هـذا الكَونُ أنتَ خَلَقْتَهُ -- وكَـسَوْتَهُ حُـسْناً فكنتَ المُبْدِعا

وجَـعَـلتَهُ مُـلْكاً لـقلبي سَـيِّداً -- لـمّا عـلى عَرشِ الجَمالِ تَرَبَّعا

سـارَتْ سَـفينَةُ حُـبِّنا في بَحْرِهِ -- والـقلبُ كـان شِـراعَها فَتَلَوَّعا

لَـعِبَتْ بـها ريحُ الهوى فَتَمايَلَتْ -- مـيناؤها الـمَنْشودُ بـاتَ مُضَيَّعا

والـمَوجُ تـحتَ شِراعِها مُتَلاطِمٌ -- مـا صـانَ وُدَّ العاشِقينَ وما رَعا

يـا مَـوجُ رِفْـقاً بالسَّفينِ وأَهْلِهِ -- مـا كـان ظَنِّي أن تكونَ مُرَوِّعا

يـا مَـوجُ ناداني الهوى فأطَعْتُهُ -- فـاهْدَأْ وقُـلْ لِسَفينَتي أن تُسْرِعا

فـالوَصْلُ غايَةُ ما أُريدُ ومَطْمَعي -- ومُـبَرَّرٌ لكَ في الهوى أن تَطْمَعا

يـا صاحبي خُذْ للحبيبِ رِسالَتي -- فَـعَسى يَرى بينَ السّطورِ الأدْمُعا

بَـلِّغْهُ أنّي في الغَرام مُتَيَّمـــا -- والـقلبُ مِن حَرِّ الفِراقِ تَصَدَّعا


ما في النَّوى خيرٌ لِنَرضى بالنَّوى -- بـلْ إنّ كـلّ الخَيرِ أن نَحْيا معا 



ليست هناك تعليقات: